كيف تزيد من ثقتك بنفسك؟

إن الثقة بالنفس هي مفتاح عظيم لمجابهة تحديات الحياة وصعابها، كما يجب أن تكون جزء أساسي من شخصيتك لتتمكن من التعاطي مع معظم مواقف الحياة ومواجهتها، فلا يصح أن تنجح بتحدي موقف واحد والإستسلام عند معظم المواقف، والثقة بالنفس هي ميزة عقلية مكتسبة يبدأ تطورها في مرحلة مبكرة من الطفولة حيث يمكن العمل على تعزيزها عند الطفل بالتمرين ومساعدته لتحقيق إنجازات مهمة والتأقلم مع صعاب الحياة.





هل يمكن التظاهر بها؟

نعم من الممكن وبكل بساطة، في بدء الأمر يمكن الجلوس كشخص واثق من نفسه، وتغيير نبرة الصوت، وأسلوب التعامل مع الناس، وطريقة التفكير، ومع مرور الوقت ستتعزز لديك مشاعر الثقة بالنفس وتصبح جزءاً من شخصيتك لا يتجزأ، قم بمراقبة تصرفات وطريقة تفكير أحد الاشخاص الذين تعتبرهم قدوة لك سواء كان الشخص من الحقيقة أو من الخيال، ثم حاول أن تتصرف مثله ولكن باستخدام أسلوب خاص بك.

يقول بيل هاريس وهومؤلف ومدرب تطوير الذات لخمسة وثلاثين عاماً: مهما كان الدافع، هنالك طريقة تتصرف بها وتؤمن بأنها موجودة حقاً كي تستطيع الوصول لما تريده، وكل ما عليك هو أن تجد الشخص الذي تريد أن تتخذه كقدوة واكتشف طريقة تفكيره وتصرفه وقم بتقليده".

تسمى هذه الطريقة بالنمذجة، فالأشخاص الناجحون في كل المجالات وجدوا الشخص النموذجي ليتبعوا حذوه ويمدهم بالايحاء، وكانت هذه هي إستراتجية الحياة التي اتبعوها.





النزاهة والكمال

إن امتلاك درجة عالية من الثقة بالنفس تتطلب شخصية قوية ونزيهة، حيث يجب أن تتعايش وتؤمن بالقيم والمبادئ المزروعة في النفس بالإضافة إلى التصرّف الواعي والتفكير السليم بما يناسب أهدافك و طموحاتك، وهذا يتطلب تيقن وإيمان كبير لما تعتقده أنه صحيحاً وذو قيمة، ثم تكرّيس تصرفاتك بالعمل لتحقيقه ليس فقط بالقول وإنما بالعمل أيضا، ومهما واجهت من مصاعب في حياتك تجنّب التحيّز والإستسلام عند أحد الظروف، فذلك سيجلب الشك لنفسك مما يخل بثقة النفس.

لإكتشاف القيم والمبادئ التي تؤمن بها تخيّل نهاية حياتك، واكتب ما الأثر الذي تحب أن تتركه في نفوس الأشخاص ليذكروك به، فهذه كطريقة تمرين لمدح الذات بهدف زيادة الوعي والادراك في أهمية حياتك، ومنحك الشعوربالثقة بالنفس.





قوة العزيمة

قم بكتابة قائمة لأفضل خمسون عملاً يمكنك تحقيقه بنجاح، فهذا التمرين قد يكون شاقاً في البداية ولكنك تستطيع القيام، وحاول تحقيقه، كذلك قم بإرجاع الزمن إلى الوراء قدر الامكان، وتذكّر الإنجازات المهمة التي قمت بها كجائزة حصلت عليها أو ميدالية رياضية أوموهبة تعبيرية بهدف تحفيز العقل والنفس بأن لا يوجد شيء مستحيل، وبالعمل والإصرار تستطيع تحقيق الأحلام والأهداف.





اكتساب الخبرة

تذكّر بأن ليس هناك أحد معصوم عن الخطأ، ولا تشعر بالحرج عند ارتكاب أي خطأ. قم بممارسة أحد الأعمال التي مارستها سابقا، ولك لم يحالفك الحظ بتحقيقها، ركِز وقم بترديد هذا القول :" ماذا قد يحدث لو ..." على سبيل المثال قد تقرر دراسة أحد المواد فتقول: ماذا قد يحدث لو أنني ركزت كل اهتمامي في هذه المادة لساعتين متواصلتين؟ أو ماذا قد يحدث لو دونت ملاحظات في كل أرجاء المنزل وفي السيارة؟ ثم راقب ما سيحدث دون الحكم على النتائج.

يقول المؤلف والمبدع لسلسلة كتب "الطريقة السهلة للوصول إلى الروح" جاك كانفيلد: "ليست المواقف التي تحدث أثناء إنجاز العمل هي التي تشجعنا وتمدنا بالطاقة، بل ما نؤمن ونقنع انفسنا به. فإن الامتناع عن الحكم على ما تقوم به يسمح لك بأن ترى عملك على أنه شيء تريد تعلمه، وبالتدرب على هذه الأسلوب في التفكير ستزيد لديك روح التحدي بسرعة وبالتالي تعزيز الثقة بالنفس".





الأشخاص السلبيون

تجنّب مصاحبة الاشخاص السلبيون قدر الامكان وقد يتطلب ذلك منك موقف حاسم، فإن الشخص الذي اعتاد أن يضع اللوم عليك لن تستطيع التخلص منه بسهولة، ولكن ما يزال بإمكانك تطوير الحس الداخلي لديك، لتجنب هذا النوع من الاشخاص الذين يستفزون مشاعرك ويقللون من احترامها، لذلك حاول أن تحيط نفسك بالاشخاص الذين يعطوك الحافز والتشجيع الذي أنت بحاجته، فهناك أشخاص يكسبون 2000 إلى 3000$ سنوياً بمساعدة خمسة من الاصدقاء المقربين، حيث يؤكد مدرب اتحاد كرة القدم الامريكي السابق فينس لومباردي: "إن الثقة بالنفس تنتقل بالعدوى وكذلك قلة الثقة بالنفس، فإن التخلص من الاشخاص السلبيين في حياتك هو خطوة هامة لبناء الثقة بالنفس".